منتديات بيت العرب لكل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بيت العرب لكل العرب


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
متديات بيت العرب تتمنى لكم قضاء اسعد الأوقات في اقسام المنتدي وتدعوكم للإنضمام لأسرة المنتدى كي نعمل معا لبناء منتدى شامل ومتطور
منتديات بيت العرب لكل العرب تقدم لكم ارق التهاني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك كل عام وانتم بخير

 

 الحبة السوداء وأمراض العصر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فدائي
Admin
فدائي


عدد المساهمات : 109
تاريخ التسجيل : 09/01/2010
العمر : 40
الموقع : http://www.arabhome.forumarabia.com/

الحبة السوداء وأمراض العصر Empty
مُساهمةموضوع: الحبة السوداء وأمراض العصر   الحبة السوداء وأمراض العصر Emptyالأحد فبراير 14, 2010 7:44 pm


روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من داء إلا وفي الحبة السوداء منه شفاء إلا السّام " وفي رواية أخرى لهما: " في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السّام " قال ابن شهاب السّام الموت.

والحبة السوداء الشونيز [الحبة السوداء أشهر عند أهل هذا العصر من الشونيز (الفارسية) بكثير. وتفسيرها بالشونيز هو الأكثر الأغلب وهي الكمون الأسود ويقال الكمون الهندي أيضاً].

أخرج البخاري عن خالد بن سعيد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق فقدمنا المدينة وهو مريض، فعاده ابن أبي عتيق [أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق صحابي ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم] فقال لنا: عليكم بهذه الحبة السوداء فخذوا منها خمساً أو سبعاً فاسحقوها ثم اقطروا في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب فإن عائشة أم المؤمنين حدثتني أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السّام " قلت: وما السّام، قال: الموت.

و في رواية أخرى عن قتادة قال: حُدثت أن أبا هريرة قال: الشونيز دواء من كل داء إلاَّ السّام. قال قتادة: يأخذ كل يوم إحدى وعشرين حبة من الشونيز فيجعلها في خرقة وينقعها ويتسعط بها كل يوم.

الأول في منخره الأيمن قطرتين وفي الأيسر نقطة.

والثاني في الأيمن قطرة وفي الأيسر اثنتين.

والثالث في الأيمن قطرتين وفي الأيسر قطرة. [رواية قتادة هذه أخرجها الترمذي موقوفة وفي سندها انقطاع].

قال الحافظ ابن حجر: ويؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة السوداء شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفاً، بل استعملت مركبة، مسحوقة وغير مسحوقة، وربما استعملت أكلاً وشرباً وسعوطاً وضماداً وغير ذلك. والذي أشار إليه ابن أبي عتيق ذكره الأطباء في معالجة الزكام مع عطاس شديد. وقيل أن قوله صلى الله عليه وسلم " كل داء " تقديره: يقبل الشفاء بها.

و قال الخطابي: قوله " من كل داء " هو من العام الذي يراد به الخاص، لأنه ليس في طبع شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع في معالجة الأدواء بما يقابلها وإنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة.

و قال أبو بكر بن العربي: العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواءً من كل داء من الحبة السوداء، ومع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به، فإن كان المراد بقوله في العسل " فيه شقاء للناس " الأكثر الأغلب، فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى.

و قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: تكلم الناس في هذا الحديث وخصّوا عمومه وردّوه إلى قول أهل الطب والتجربة، ولا خفاء بغلط قائل ذلك، لأننا إذا صدقنا أهل الطب _ ومدار علمهم غالباً إنما هو على التجربة التي بناؤها على ظن غالب _ فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم.



التسمية والتصنيف:

من أسماء الحبة السوداء المشهورة (حبة البركة)، وهو كما يقال نسبة إلى جارية سوداء كانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم، واسمها بركة وأضيفت " الـ " التعريف إليها تيمناً وتبركاً. وهي صحابية جليلة عرفت بأم أيمن وهي حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد كانت تستعمل هذه الحبة في معالجة المرضى عملاً بدعوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

تنتمي نبتة الحبة السوداء Nigella إلى العائلة النباتية الشققية Ranunclaccaeو يوجد منها عالمياً أكثر من 20 صنفاً وأكثر أنواعها شهرة واستعمالاً في المجال الطبي ثلاثة أنواع:

1. الحبة السوداء المزروعة: Nigella Sativa وتدعى بالهندية، ومن أسمائها الكمون الأسود Black Cumin والكمون الهندي ويسميها الإنجليز Small fennel flower.

2. الحبة السوداء الحقلية: Arvensis Nigella ويسميها الإنجليز Small fennal

3. الحبة السوداء الشامية أو الدمشقية: Nigella Damascena وتدعى: التركية ويسميها الإنجليز Wild fennal.



الحبة السوداء: النبتة _ وصفها وزراعتها:

نبتة عشبية تزرع كنبتة غذائية، وتنبت تلقائياً بين الأعشاب كنبتة طفيلية وخصوصاً في المناطق الحراجية. وتنمو الحبة السوداء المزروعة في حوض البحر الأبيض المتوسط وآسيا الصغرى وإيران وفي آسيا الوسطى والقفقاس.

و أول ما زرعت في الهند ثم نقلها العرب إلى بلادهم ومنها إلى إفريقيا _ في نيجيريا خاصة وأثيوبيا _ وتكثر زراعتها كتوابل في سورية وفلسطين وجنوب أوربا.

و تبلغ طول أعشابها من 10 _ 40 سم، سوقها منتصبة خشنة مغطاة بأشعار طرية، أوراقها خضراء مزرقة ريشية التقاطع إلى وريقات خطية أزهارها كبيرة بلون سماوي مخضر.

الثمار الناضجة ثلاثية القطع، وحبيباتها درنية متجعدة سوداء بيضاوية الشكل.

أما الحبة السوداء الدمشقية فتنمو كنبات طفيلي في حوض البحر الأبيض المتوسط والقفقاس وآسيا الصغرى وتزرع في أوربا كنبات للزينة وكتوابل وخاصة في ألمانيا وإيطاليا والهند وتنمو دون زراعة في الغابات بين شهري أيار وتموز، ساقها مستقيم يميل لونه إلى البنفسجي أوراقها قاسية وأزهارها زرقاء متطاولة منتفخة.

أما الحبة السوداء الحقلية فتنمو على ضفاف البحر الأسود والقفقاس وأوزبكستان وحوض البحر الأبيض المتوسط وإيران.



التركيب الكيماوي للحبة السوداء:

تحتوي بذرة الحبة السوداء على 1.4 % من وزنها الجاف على غليكوزيدسام [الميلانتين غليليكوزيد سام إذا أعطي لوحده وفاق المقدار الدوائي] هو الميلانتين Melantin وعلى غليكوزيد مُرّ بنسبة 0.5 _ 1.5 % هو النيغللين Nigellin.

كما تحتوي على زيت عطري إيتري بنسبة 1.4 % وهو زيت أصفر اللون ذو رائحة حادة واخزة لاحتوائه على التربين، ويستحصل على هذا الزيت الإيتري بواسطة التقطير ببخار الماء، كما تحتوي البذور على زيت دسم بنسبة 30.8 _ 44.2 %.

أما الأوراق فتحتوي وقت الأزهار على 1 _ 2.2 غ في كل 100 غ من وزنها جافة من الفيتامين " ث ". أما الأزهار فتحتوي على كمية عالية جداً من الفيتامين " ث " تبلغ حسب بعض الدراسات 1259 ملغ في كل 100 غ من الأزهار. ويجب أن نعلم أن الميلانتين يوجد في أجزاء العشبة كلها وهو شبه قلوي سام، حتى لذوات الدم الحار، وهو سمٌّ قوي للأسماك يسبب انحلال الدم عندها.

أما الحبة الدمشقية فتحتوي بذورها على زيت إيتري خاص يدخل في صناعة العطورات، لونه أصفر وذو فلورة سماوية شديدة وتبلغ نسبته فيها من 0.5 _ 0.37 % من وزنها. كما تحتوي البذور على شبه قلوي (الملانتين) وعلى شبه قوي آخر هو الدمشقين Damacin كما تحتوي على نسبة من الفيتامين E الذي يكون منحلاً في الزيت الدسم الموجود في البذور. وفي أوراقها نسبة من الفيتامين " ث " تصل حتى 430 ملغ %.

أما الحبة الحقلية فهي في تركيبها قريبة جداً من الحبة السوداء المزروعة المذكورة آنفاً.



الفوائد الطبية للحبة السوداء:

تعتبر الحبة السوداء وخاصة المزروعة Nigella Sativa من أقدم النباتات الطبية استعمالاً فقد وصفها ابن سينا لمعالجة آلام الرأس في الصداع والشقيقة وفي شلل العصب الوجهي ومن أجل معالجة الساد Cataract، كما ذكر في وصفة له يمزج فيها مسحوق الحبة السوداء مع العسل ويشرب بالماء الحار لمداواة وتفتيت حصى الكلى والمثانة وإدرار البول. كما يصفها سعوطاً بعد نقعها بالخل لمعالجة الصداع والشقيقة والزكام وسواها. وقد ذكرها ابن القيم كمادة مدرّة للحليب عند المرضعات ومنشطة للجنس ومطمثة.

و في الطب الشعبي العربي تؤكل مع الزبيب كمادة مقوية للبدن، محمّرة للوجه مزيلة لصفرته. كما عرفوا طريقة لاستخراج الزيت من بذور هذه الحبة واستعملوه في معالجة السعال المزمن وداء الربو القصبي حيث تضاف بضع نقاط منه (5 _ 15 نقطة حسب العمر ثلاث مرات في اليوم) مع الشاي أو مغلي الزهورات أو مع الماء، كما تعطى كمادة مضادة للمغص ومسكنة لآلام الأمعاء.

و في آسيا الوسطى لا تستعمل الحبة السوداء إلا كعلاج، كما وجد اسمها منذ القديم في معظم القواميس الطبية الأوربية. وتذكر المصادر السوفياتية والأوزبيكية بشكل خاص عدداً من الاستطبابات الهامة للحبة السوداء المزروعة حيث تؤكد أن صبغة مستخلصة من بذورها لها خواصَّ مسكنة وتعطي نتائج باهرة باستعمالها غرغرة لتسكين آلام الأسنان، وفي آفات المعدة تستعمل كمادة مضادة للمغص المعدي _ المعوي، ملينة وطاردة للغازات وذلك بفضل ما تحتويه من زيت إيتري [خالماتوف، صحابيدنيوف، أو غومفيتس وغيرهم].

و تؤكد المصادر المذكورة فائدة الصبغة المستخلصة من بذور الحبة السوداء بعد مزجها بالخل كدواء طارد للديدان وخاصة الشريطية، وتعطي نتائج ممتازة لمعالجة الزكام والرشح والتهابات الحنجرة، وتجمع الأبحاث السوفياتية على تمتع هذه الصبغة بخاصّية منوّمة لطيفة حيث يمكن استخدامها عند الأطفال لهذه الغاية.

و يؤكد الباحث الألماني أوتوغيسنر فائدة البذور كمادة مدّرة للبول والصفراء والحليب وكمادة مسرعة لبلوغ المراهقة لعادتها الشهرية _ مطمثة _ وفي حالة الإصابة بعسرة الطمث كما توصف في الطب البيطري وفي تعداد أدوية المعدة.

أما أوغومفيتس فيؤكد أن الصبغة المستخلصة من أوراق النبتة تبدي آثاراً عضلية إيجابية Positively inotopic وأخرى عصبية ناظمة سلبية Chronotropic بحيث تضاد فعل المبهم وتساير نظير الودي، ينجم عن ذلك بطء في حركة القلب _ مهدّئ _ وتزيد بذلك من حجم عمله المطلق.

و تمتاز الحبة السوداء الدمشقية _ الشامية _ برجحان خواصها المنومة إذا أخذت بكميات كبيرة وذلك لفعلها المخدر المركزي، كما أن مادة الدمشقين التي يحتويها زيتها الإيتري تعتبر مادة كوللينرجية، منبهة لنهاية الأعصاب فتشبه بذلك مادة البلوكاربين وتنبه إفراز اللعاب. هذا ولم تذكر المصادر العلمية أي استعمالات طبية للحبة السوداء الحلقية.



الحبة السوداء والربو:

إن استعمال الحبة السوداء في الطب الشعبي لمعالجة الربو وخاصة زيتها، والنتائج المشجعة التي تظهر من استعمالها دفع الباحثين المصريين: الدخاخني ومحفوظ إلى دراسة هذه النبتة والبحث عما يحتويه زيتها من مادة مؤثرة وتمكنّا بعد جهود مضنية استمرت خمس سنوات [تمت هذه الأبحاث في كلية الصيدلة في جامعة الإسكندرية عام 1960] إلى فصل المادة المؤثرة على شكل بلورات استخلصت من الزيت وسموها بالنيجيلون Nigellon. فقد حقنت حيوانات التجربة بمحلول هذه المادة ثم عُرِّضت لرذاذ من الهيستامين المولد للحساسية ثم للتشنج عند المصابين بالربو، فلم تظهر على تلك الحيوانات أي أعراض تشنجية، بينما تعرضت الحيوانات غير المحقونة بها إلى التشنج منذ الدقائق الأولى. كما أنه لم يظهر للنيجيلون أيّ أثر سميّاً ومهيج ولو حقن بكمية كبيرة وخاصة على القلب. كما تبين أنه بوسع الأوعية الدموية إذا كانت منقبضة بحالة طفيفة، ويساعد على إزالة التشنجات المعدية وله فعل باسط على العضلات الرحمية ويزيل انقباض الرحم.

و قد تمت معالجة 70 مريضاً بالنيجيلون يعانون من الربو القصبي لفترة تتراوح بين خمسة شهور و40 عاماً، وكانت أعمارهم بين 14 والـ 65 سنة، ومعظمهم كانوا من المزمنين ومن النوع الذي يستعمل كل ما تقع عليه أيديهم من الأدوية بما فيها الأدرينالين والأفدرين والأمينوفيللين ومضادات التشنج ومركبات ضد السعال وحتى مركبات الكورتيزون.

و قد أعطي 60 من هؤلاء المرضى النيجيلون بعد حلّه وتخفيف تركيزه حيث يعطى عن طريق الفم وبمقدار 15 نقطة 3 مرات باليوم، أما العشرة الباقون فقد أعطوا دواء وهمياً وأبقوا كشاهد.

و قد تبين بنتيجة الدراسة أن العشرة الذين أعطوا الدواء الوهمي لم يظهر عندهم أي تحسن أما الذين أعطوا النيجيلون فنستطيع أن نميز منهم ثلاث فئات: الفئة الأولى وعددهم 39 مريضاً: تحسنوا بشكل ملحوظ حتى أن 14 منهم توقفوا نهائياً عن تناول الأدوية الأخرى كما تخلصوا من نوبات الربو، أما الـ 25 الباقون فقد تحسنوا مع بقائهم على تناول الأدوية الأخرى ولكن بنسبة أقل. الفئة الثانية وعددهم 11 مريضاً: منهم 3 تحسنوا أول الأمر ثم انتكسوا، و8 مرضى لم يظهر عندهم أي تحسن ملحوظ. الفئة الثالثة وعددهم 10 مرضى لم يعودوا للمراقبة لنعرف نتائج معالجتهم.

و في أغلب الحالات المعالجة والتي تحسنت سريرياً وجد ارتفاع ملحوظ بالقدرة الحيوية عند المريض. هذا وإن العامل المثالي لمعالجة الربو لم نحصل عليه بعد، لكن كل الأدوية المستعملة وخاصة المشتقات الكورتيزونية لا تخلو من آثار ضارة، ولذلك فإن دواء جديد كالنيجيلون، خالياً من أي أثر سمي. يمكن أن يساعد المريض وسيكون موضع ترحيب، أما آلية تأثيره فيغلب أن يكون كمبسط مباشر للعضلات الملس.



الحبة السوداء والضغط الدموي:

يؤكد الأستاذ الدكتور ربيع الظواهري أن تفل الحبة السوداء بعد عصرها يخفض الضغط الدموي [الدكتور ربيع الظواهري أستاذ سابق في كلية طب عين شمس، والكلام منقول عن محاضرة له في المؤتمر الـ 23 العالمي الصيدلاني بمدينة مونستر في ألمانيا].



الحبة السوداء مضادة لنمو الجراثيم:

وجد الدكتور حافظ جنيد أثناء تجاره على العصيات الرقيقة Bacillus Subtilis أنَّ هذه الأنواع من الجراثيم لا تستطيع النمو في وسط غذائي يحتوي على الحبة السوداء. مما يدلّ على أن الحبة السوداء تحوي على مواد لها صفة الصادات، أوقفت نمو هذه الجراثيم.



تأثير الحبة السوداء على المناعة:

من المعروف أن الجهاز المناعي هو خط الدفاع الرئيسي في الجسم لأنه المسؤول عن محاربة

الجراثيم والحمات الراشحة Virus والعوامل الممرضة الأخرى، إضافة إلى دور هذا الجهاز في مقاومة السرطان. ولقد جاء أن كثيراً من أمراض العصر كالسرطان والآيدز تتمثل بضعف الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض [Current: Medical diagnosis and Treatment].

و هناك آليات كثيرة ضمن بناء الجهاز المناعي، فيها آليات خلطية تتجلى بإفراز مواد هي الغلبولينات المناعية لكل منها عمله في مكافحة الانتانات وزيادة مقاومة البدن، ومنها آليات خلوية تعتمد على ارتكاس الخلايا الدموية وخاصة اللمفاويات والبالعات تجاه المستضدات. فهناك اللمفاويات التائية T. Cells [الخلايا التائية سميت نسبة لمصدرها من التيموس، أما البائية فينتجها جراب فيبر شيوس] التي يقوم كل نوع منها بوظيفة تختلف عن النوع الآخر

فهناك مثلاً اللمفاويات التائية محرضة المؤازرة Helper inducer T - Cells التي تساعد على تضخيم إنتاج الخلايا المصورية من الخلايا البائية بعد تأثرها مع المستضد. وهناك اللمفاويات التائية الكابتة Suppresor التي تثبط من تشكل الخلايا المصورية وتعتبر لذلك خلايا منظمة تكيف تشكل الأضداد. وفي الإنسان السويّ هناك نسبة ثابتة بين الخلايا المؤازرة والخلايا الكابتة لها أهمية في التوازن المناعي، وفي الأمراض الفيروسية كالآيدز مثلاً تهبط هذه النسبة لنقصان كمية الخلايا محرضة المؤازرة وزيادة عدد الخلايا الكابتة والسّامة للخلايا وهنا يأتي دور الحبة السوداء.

لقد أجرى الدكتوران أحمد القاضي وأسامة قنديل في عيادات " أكبر " [نشر البحث الجمعية الفيدرالية للأبحاث البيولوجية الأمريكية عن Akbar clinic ومعهد الأبحاث Reseach institute في Spingfield بفلوريدا U. S. A. Florida] التخصصية ومعهد الأبحاث في سيرنجفيلد (فلوريدا في الولايات المتحدة) أبحاثاً على الحبة السوداء فوجدا أن تلك الحبة تلعب دوراً هاماً في تنشيط وتقوية مناعة جسم الإنسان ليدافع عن نفسه ضد الجراثيم وغيرها من العوامل المؤذية الحية.

أجريت الدراسة على متطوعين ذوي نقصان في اللمفاويات التائية محرضة المؤازرة وذلك

بالنسبة إلى اللمفاويات التائية الكابتة، حيث سحقت البذور وعبئت بمحافظ Capsuls. وقسم المتطوعون إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى خضعت للمعالجة وأُعطيت غرام من مسوق الحبة السوداء يومياً والمعبأة ضمن المحافظ، المجموعة الثانية أعطيت محافظ لا دوائية معبأة بفم منشط للتمويه، والمجموعة الثالثة لم تعط أي علاج.

و لقد أجريت تحليلات الدم بما فيها نسب هذه الخلايا اللمفاوية في الدم الجائل قبل وبعد المعالجة والتي استمرت خمسة أسابيع. وبعد نهاية الأبحاث تبين الأثر الإيجابي الواضح للحبة السوداء على جهاز المناعة حيث ازدادت نسبة اللمفاويات التائية محرضة المؤازرة في دم المتطوعين في المجموعة الأولى والذين تناولوا مسحوق الحبة السوداء، كما تبين ظهور تحسن واضح على نسبة الخلايا محرضة المؤازرة بالنسبة للخلايا المثبطة حيث ارتفعت النسبة من 1.19 قبل المعالجة إلى 1.85 بعد المعالجة، بينما لم تتغير هذه النسبة عند مجموعتي الرصد والشاهد.

إن التجارب السالفة الذكر أثبتت بدون شك أن الحبة السوداء تنشط جهاز المناعة في جسم الإنسان [عن مقالة للدكتور عبد الله عبد الرزاق السعيد بعنوان (الاستشفاء بالحبة السوداء) مجلة الدواء العربي _ أيلول 1989] وهذا يفتح المجال واسعاً لاستطبابات الحبة السوداء في المعالجة والاستشفاء من جميع الأمراض الانتانية والفيروسية وذلك بتقويتها للدفاع الذاتي للعضوية ومساعدتها في التغلب على العوامل المرضية القاهرة. وهذا أيضاً مما يزيد ثقة المسلم بطب النبوة حينما دعانا إلى الاستشفاء بهذه الحبة المباركة وجعل فيها شفاءً من كل داء.

و لنا بعض المشاهدات في مجال التطبيق السريري للمعالجة بالحبة السوداء. ففي الإصابة بالأكزيما النازة طبقنا مسحوق الحبة السوداء بنجاح في معالجة عدد من الحالات المنتقاة لكننا لم نستطع مراقبة هؤلاء المرضى بعد الشفاء. كما رأينا فائدة الادّهان بزيتها في معالجة الأكزيما المزمنة. ونحن نصف لمرضانا المصابين بالعنانة وخاصة ضعف النعوظ عند الشيوخ كأساً من الحليب محلى بالعسل ومضافاً إليه نصف ملعقة شاي من مسحوق الحبة السوداء مرة في اليوم وكانت النتائج جيدة. كما رأينا نجاحها الواضح في معالجة حالتين من فقد الرعشة الجنسية.

استعمالات الحبة السوداء الغذائية:

تعتبر كل أنواع الحبة السوداء كأفاويه أو توابل _ مشهيات، بهارات _ تدخل في صنع المعجنات والخبز وتضاف للفطائر وتؤكل مع الجبنة، كما تضاف إلى الخيار والباذنجان حين كبسه لصنع المخلالات. وتستعمل في أوربا لصنع أنواع من الحلوى والكاتو، أما زيتها فيدخل في العديد من الصناعات الغذائية، والذي يستخرج من الحبة الدمشقية ويستعمل في تحضير العطورات ومواد الزينة.

و ليعلم أن تسخين هذه البذور يفقدها زيتها الإيتري وبالتالي تفقد كثيراً من خصائصها الطبية. كما أن أكلها هكذا دون طحن قد يقلل من فرص الاستفادة منها لأنها إذا لم تمضغ جيداً ود خلت كاملة بقشرتها فإنها تمر من الجهاز الهضمي وتخرج كما دخلت دون أن يستفاد منها.

لذا فنحن نرى أن سحقها أو طحنها ثم تناولها مع الغذاء أو الحليب أو مع ما يناسب طعمها هو الحل الأمثل للاستفادة منها. وهي كثيراُ ما تزرع في حدائق أوربا كنبات للزينة لجمال منظر أزهارها علاوة عن كونها زراعة وفيرة المحصول، اقتصادية ومريحة كما تعطى للنحل رحيقاً حلواً وفيراً ويعتبرها النحالون من النباتات المعسلة _ أي يفضّلها النحل _.



خاتمة:

ما من شك في أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم الصريحة والثابتة إلى التداوي بالحبة السوداء ليست عبثاً وإذا كان علماء المسلمون قد اختلفوا في تأويل عموم ما دعت إليه السنة المطهرة بين مخصص أو مقيد لعمومه، وبين مطلق لهذا العموم فنحن نميل إلى رأي القاضي أبي بكر بن العربي على أن المراد بكلمة شفاء من كل داء هو الأكثر الأغلب وهذا ما يؤيده عالم العربية عبد الغني الدقر الذي يرى أن العرب كثيراً ما تطلق بغرض الحث ولفت النظر إلى ما تطلق من كلامها.

و هذا ما يدعونا، نحن الأطباء المسلمون إلى البحث عن أوسع ما نتمكن من الوصول إليه من استطبابات في مجال العلاج والوقاية بالحبة السوداء سواء بمسحوقها أو زيتها أو خلاصاتها أو .... وتحديد المقدار العلاجي وذلك عملاً بعموم الدعوة النبوية الكريمة التي فتحت الباب واسعاً أمامنا، لندخل إليه ولنكتشف للبشرية جمعاء عقاقير جديدة علها تخفف من آلامها فيما استعصى أمام المعالجة من أمراض وعلل. والعودة إلى كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم يدل على التوكيد: " إن هذه الحبة السوداء ...... " فلنمعن النظر فيه ولنقارن بينه وبين حديث تأبير النخل الذي يحتج به بعض القائلين بأن الطب النبوي هو من أمور الدنيا فنص حديث تأبير النخل فيه من التأرجح الواضح والظن ما فيه ما لا يوجد مثله في أحاديث الحبة السوداء، خاصة وأن الشبهة هناك قائمة في فهم قول المولى سبحانه وتعالى: {و أرسلنا الرياح لواقح}.

مراجع البحث

1. ابن قيم الحوزية: عن كتابه (الطب النبوي).

2. ابن الأثير الجزري: عن كتابه (جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم) _ المجلد 7 كتاب الطب.

3. ابن حجر العسقلاني: عن كتابه (فتح الباري بشرح البخاري) _ كتاب الطب.

4. أوغومفيتس Ogomovites: عن كتابه (القاموس الموسوعة للنباتات الطبية الزيتية - الايترية) بالروسية، موسكو: 1951.

5. أجو دالحراكي: عن مقالة (عليكم بهذه الحبة السوداء) مجلة حضارة الإسلام _ مجلد 18 العدد 9 / 10 لعام 1977.

6. أوتوغسنر Otto Gessner: عن كتابه (النباتات الدوائية في أوربا الوسطى) بالألمانية _ لعام 1953.

7. داود الأنطاكي: عن كتابه (تذكرة أولي الألباب).

8. خالماتوف Khalmatov: عن كتاب (النباتات الدوائية البرية في أوزبكستان) بالروسية، طشقند: 1964.

9. عبد الرزاق السعيد: عن مقالة (الاستشفاء بالحبة السوداء) مجلة الدواء العربي، أيلول 1989.

10. الحافظ الذهبي: عن كتابه (الطب النبوي).

11. ظافر العطار وسعيد القربي: عن مقالة (العسل والحبة السوداء) مجلة حضارة الإسلام، المجلد 14، العدد 4 لعام 1973.

12. غوبانوف وكريلوفا: عن كتابهما (النباتات البرية النافعة في الاتحاد السوفياتي) بالروسية موسكو: 1976.

13. صحابيدنيوف: عن كتابه (النباتات الطبية البرية في آسيا الوسطى)، بالروسية ÷، طشقند: 1948.

14. غوربايف: عن كتابه (الزيوت الايترية لنباتات الاتحاد السوفياتي) ألماآته 1952 بالروسية.

15. فولف ومالييفا: عن كتابه (دليل المصادر العالمية للنباتات النافعة) بالروسية، موسكو: 1952.

16. أحمد القاضي وأسامة قنديل: عن مجلة الجمعية الفيدرالية الأمريكية للأبحاث البيولوجية Federation of American Societ for exp. Biology , V.46. N. 4 March - 1987].

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://arabhome.forumarabia.com
ابو بلال




عدد المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 13/02/2010

الحبة السوداء وأمراض العصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحبة السوداء وأمراض العصر   الحبة السوداء وأمراض العصر Emptyالأربعاء فبراير 24, 2010 3:24 pm

بارك الله فيك على هذة المعلومات القيمة
تحياتى واحترامى
ابو بلال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحبة السوداء وأمراض العصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بيت العرب لكل العرب :: القسم العام :: بيت العرب الشامل-
انتقل الى: